المقالات

المقاهي: كيف بدأت وما واقعها اليوم عالميًا وعربيًا؟

تشهد المقاهي على مجالس تجمع بين مختلف الأجناس. وقد تكون أكواب القهوة فرصة لجلسة صلح أو تجاوز عن خطأ أو حتى دردشة بسيطة بين أصدقاء… وأصبح ارتياد المقاهي روتينا يوميا للشباب من مختلف الأعمار. ولطالما اعتبرت المكان الثالث بين البيت ومكان العمل.

وفي مقال اليوم سنجوب عالم المقاهي لنكشف الستار عن واقعها البديع والمحفز على الإبداع.

جدول المحتويات

كيف نشأت المقاهي العربية؟

اكتشفت القهوة أول مرة في اليمن. واستهلكها اليمنيون بكثرة واستحوذوا عليها قرابة 200 سنة. فقد كانوا يصدّرونها محمّصة وجاهزة للطهي. ويتجنبون تصديرها كحبوب خشية أن تزرع في بلدان أخرى. إلا أنها في الأخير استطاعت الخروج من اليمن وغزت العالم.          

وظهرت كلمة مقهى أول مرة في اليمن أيضًا. حينها كانت تدل على مكان يشبه الفندق، وتخزن فيه القهوة بكميات كبيرة. كانت تقع هذه المقاهي آنذاك في الطرق التجارية وممرات السفر بين المدن. وكان المسافرون يستريحون فيها ويشترون منها كميات كبيرة من القهوة. 

وكان أول ظهور لمقهى حقيقي كما نعرفه اليوم في القاهرة. حيث أصبح المقهى مشروعا تجاريا يبيع القهوة للناس في الشوارع والأماكن العامة، وكانت فكرة المقهى مدهشة وجديدة، لأن قديما كان عيبا وعارا أن يأكل الناس أو يشربون خارج بيوتهم، لذلك كان مشروع فتح مقهى فكرة مدهشة ومشروع ناجح.

بعد ذلك لاقت المقاهي رواجا وقبولا كبيرا في تركيا آنذاك. لأن الحانات والخمور كانت محرمة على المسلمين والمتدينين. ولم تكن هنالك تجمعات خاصة بهم يلتقون فيها من غير المساجد، التي كانت مخصصة للعبادة فقط، لذلك أصبحت المقاهي وجهتهم المنشودة لتبادل أطراف الحديث والتواصل.

واقع المقاهي في العالم 

حسب آخر الإحصائيات، من المتوقع أن تساهم المقاهي بنسبة 56% من الإنفاق الكلي بحلول عام 2025، بإيرادات قد تبلغ 709.80 ملايين دولار سنة 2023، ونمو بنسبة 1.2% في سنة 2024، حيث تساهم مشاريع المقاهي في نمو الاقتصاد عالميا، نظرا لإيراداتها المرتفعة، وتزايد استهلاك منتجاتها. 

 وبلغت قيمة سوق المقاهي عالميا بـ 237.6 مليار دولار في سنة 2021. وتعتبر ستاربكس أكبر سلسلة مقاهي حول العالم، حيث تملك 32660 فرعا في العالم، كما شهدت هذه الأخيرة زيادة بنسبة 23.57٪ في الإيرادات السنوية من عام 2020 إلى غاية عام 2021، وزيادة بنسبة 10.98٪ من عام 2021 إلى غاية عام 2022، ولا تزال مقاهي ستاربكس تحتل الصدارة لدى عشاق الكافيين حول العالم. 

أما في بريطانيا، فقد أصبح عدد المقاهي حاليا 28685 مقهى. حيث يعتبر استهلاك الكافيين روتينا يوميا لدى البريطانيين. حسب ما أفاد به الأستاذ عبد الكريم الشطي، فقد كانت المقاهي فيها متخصصة، كانت هناك مقاهي لأطباء فقط.

وهناك مقاهي للفلاسفة فقط، وهناك مقاهي أصبحت تشبه البورصة، أين كان الرواد يتناقشون فيها عن أسهم الشركات. وأصبحت المقاهي البريطانية قديما مسيطرة على سوق البورصة، وعلى السياسة عموما. نظرا لأن التجمعات والنقاشات التي تدور حول طاولات المقاهي لها أثر كبير على مصير القضايا العالمية آنذاك.

ما وضع سوق المقاهي في الشرق الأوسط؟ 

                                            مصدر الصورة: WORLD COFFEE PORTAL

أصبحت القهوة تلقب بالذهب الأسود في البلدان والمناطق العربية. لأن تجارتها مغرية وذات مردود عالي. وحسب موقع world coffee portal تعدّ المغرب والمملكة العربية السعودية والعراق أسرع أسواق المقاهي ذات العلامات التجارية نموًا في الشرق الأوسط.

حيث نما إجمالي سوق الشرق الأوسط بنسبة 10.5٪ خلال الأشهر الأخيرة الماضية ليصل إلى 8874 متجرا، مع إضافة 12 سوقًا من أصل 20 متجرًا.

ويتوقع World Coffee Portal أن يصل سوق المقاهي ذات العلامات التجارية في الشرق الأوسط إلى 11840 فرعا في عام 2027. وهو ما يمثل نموًا لمدة خمس سنوات بنسبة 5.9٪. ويوجد حاليًا أكثر من 40٪ من المقاهي تابعة لعلامات تجارية عالمية في الشرق الأوسط، والتي يزيد عددها عن 8800 مقهى في المملكة العربية السعودية حاليًا.

واقع المقاهي في الخليج العربي

باتت المقاهي متنفسا للشباب ومكانا للراحة والدردشة مع الأصدقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. لاسيما أن هذه المقاهي تملك امتيازات حديثة تجذب عددا كبيرا من العمال، مثل: الديكورات الاستثنائية، والإضاءة الجيدة، والخدمة المميزة.

وتشكل المملكة العربية السعودية  أكبر سوق للمقاهي في الشرق الأوسط، حيث نمت بنسبة 18.5٪ لتصل إلى 3556 متجرا،  وتمثل مشاريع المقاهي 40٪ من جميع المتاجر في المنطقة. حيث شهدت مشاريع المقاهي انتشارا واسعا في الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية. 

وكشف رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية ورئيس لجنة ريادة الأعمال بغرفة الرياض رياض الزامل، عن سر وسبب زيادة توجه رواد الأعمال في السعودية للاستثمار في نشاط المقاهي قائلا:

“أن أغلب الاستثمارات لديها نفس جاذبية الكوفي شوب لمن يرغب دخول السوق، إلا أن المقاهي تتميز بأن لديها هوامش الربح عالية، وحاجز الدخول للسوق سهل، فضلاً عن التدفقات المالية السريعة، ولهذا السبب قد يكون هناك إقبال على هذا النشاط بشكل ملحوظ.

وعملت السعودية على تقوية نفوذها في سوق المقاهي بالشراكة مع شركة Barn’s، من خلال إنتاج فروع لأكبر سلاسل المقاهي العالمية، مثل: 

 ولكن تزايدها العشوائي المستمر قابله إغلاق وفشل العديد منها. إن قلة الخبرة في هذا المجال قد يغرق أصحاب المقاهي في الديون ويدفعهم إلى الإغلاق. كما أن كثرة المقاهي سمحت بخلق منافسة شرسة وصعبة بينها، وتشترط المنافسة أن تكون المقاهي ذات جودة.

وعلى إثر هذا أصبحت بعض المقاهي في  الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية تنافس المقاهي الأجنبية نظرا لجودتها العالية وخدماتها المتميزة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Wyron A on Unsplash

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: